الخميس، 12 ديسمبر 2013

!!!أنوثة...عيب

!!!أنوثة...عيب

يعلمونا في بيوتنا معنى أن تكوني فتاة يجب أن تتمع بالجمال، الرقة،الاهتمام بالنفس والمظهر، وأهمها "الأنوثة". فيجب على الفتاة أن تتمع بالأنوثة....ولكن!!!

عندما كبرنا قليلا وأصبحنا نتمسك بكل هذه الصفات والسمات التي حددت ورسمت لنا، وجدنا حقيقة أخرى تمحي كل ما تعملناه في صغرنا. فوجدنا الفتاة التي تتمع بالجمال والرقة "قليلة الأدب" والفتاة التي تهتم بنفسها ومظهرها "أكيد بتعمل كدة علشان الولاد" وأخيرا تلك التي تتمتع بما يسمى الأنوثة "مش متربية ومش محترمة". وجب على الفتاة أن تتمتع بالأنوثة وتحبسها داخل منزلها. وجب على الفتاة أن تعيش "كالرجل" لكي تجد مكان لها ولكي تدافع عن نفسها. فعندما تجد فتاة جريئة تعرف كيف تدافع عن حقها يقولون "بنت بألف راجل" وكأن تعريف الكائن البشري الناجح ملخص في كلمة "رجل".

عندما كبرنا، أقنعونا أن الأنوثة في الملابس الكاشفة، الشفافة التي تظهر أكثر مما تخبئ. وعلمونا أن ملابس الفتاة مهما كان شكلها، حشمتها، طولها أو قصرها ستظل عيبا ومنتقدة.
اعتدنا أن نتعلم الشيئ وضده، لأنهم يستخدمونه فترة، وضده فترة أخرى بما يناسب "موقفهم". اعتدنا أن نتعلم القيم والمبادئ وغيرها الكثير من المسميات التي يحظر استخدامها عندما يكون الموقف ضدهم. اعتدنا أشياء كثيرة لم يجب علينا اعتيادها.
ماذا أقول؟! نعم...أنوثة
عندما أرى بعض الصور مثل "هيفاء وهبي وصور متفجرة الأنوثة" وبجانبها "للكبار فقط" لا أستطيع استيعاب معنى كلمة "أنوثة" في هذا السياق!!
وعندما أسمع الكلام الذي يقال على بعض الفتيات التي تتمتع بما يسمى "أنوثة" من مسميات سيئة و إهانات قبيحة أفكر في معنى هذه المعاني والكلمات. رما نحن تعلمنا المعنى الخطأ للكلمة ولم نفهم المعنى الحقيقي المقصود؟!! ولكن...!!!
عندما ترى إلى الفتيات الاتي تحب لعب كرة القدم، أو لا تبتسم في الشارع خوفا من "التحرش" أو ما يسميه المجتمع "معاكسة بريئة" وتسمع ما يقال عنها ولها من "خليكي بنوتة شوية" أو "مافهاش أنوثة خالص، عاملة زي الرجالة". أرى وأفهم المعنى الحقيقي للمجتمع المنافق صاحب ازدواجية المعايير.

فإنهم يستخدمون الكلمة والمعنى وكل شيء بما يخدم موقفهم وأفكارهم. وبالطبع تختلف تلك الأحكام والتعليقات باختلاف جنس الشخص (ذكر أو أنثى)، باختلاف مصلحة الشخص، وباختلاف موضع النفاق.
عندما قالوا لنا، المرأة نصف المجتمع، نسوا أن يعلمونا أن المرأة ما هي إلا هم وعار بالنسبة لهم. وأنها في تعريفهم "نصف المجتمع" التي تلد وتتكاثر لتجلب النصف الآخر لا غير.
 
فكفى أشعارا، أقوالا وشعارات نهايتها المقابر عندما تفكر أن تثور.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق